لبناني يتسمّر لأطول فترة على لوح من المسامير لرفع الوعي تجاه مرض السرطان

هناك من يتألم لإحساس الناس بالألم وهناك من يراقب بصمت، ولكن اللبناني رامي ناعوس هو بالتأكيد من النوع الأول.

"نحن لا نقف حين نتعب، وإنما حين ننتهي" ... بهذه الكلمات توّج الشاب اللبناني رامي ناعوس مسيرته في التغلب على مرض السرطان عام 2017، واليوم محققاً رقماً قياسياً عالمياً لأطول فترة في الوقوف على لوح من المسامير بواقع 12 ساعة و12 دقيقة و8 ثواني.

هذه المدة هي أطول بـ 60 مرة من مدة أول رحلة على القدمين في الفضاء، فعلى الرغم من كون الرحلتين مختلفين في الجوهر إلا أن كلاهما وطأتا أراضٍ مختلفة.

رامي، الذي تغلب على السرطان قبل سنوات وفقد أحد أقاربه بسبب ذات المرض، يسعى لرفع الوعي تجاه التشخيص المبكر آملاً أن يساهم في حفظ المزيد من الأرواح في العالم من براثن المرض الخبيث.

كان للناعوس مبادرات أخرى إحداها عبوره حافي القدمين من كورنيش الضبية الى منطقة البترون في لبنان، بمسافة تقارب 42 كم.

وبينما يجد البعض رحلة الوقوف لنصف ساعة على أرض ناعمة جهداً بدنياً كبيراً، يشارك رامي أحد أسرار القيام بمثل هذه الماراثونات الطويلة بالقول: "ما لا يدركه الناس أن معظم التحديات تحدث داخل العقل فقط. ماذا يعني أن تستيقظ بمزاج معكّر دون سبب؟ إن الأسباب النابعة من العقل لا يمكن تذليلها بتقديم راحة بدنية للجسد وإنما بالتغلب على الأفكار ذاتها داخل العقل. هذا ما ساعدني على الاستمرار في الوقوف لهذه الفترة الطويلة على لوح من المسامير".

ويؤكد الناعوس بأن الدعم النفسي مهم جداً للقيام بالمهام الصعبة، وأن آراء الأهل والأصدقاء تحدث وقعاً كبيراً في القلب خلال هذه التحديات.

ويعتقد رامي أن مشكلة المجتمع أن الناس لا تقدر الأشياء حتى تفقدها، وأن الجميع يعتقد أنه بمنأى عن الموت، أو أن الموت هو وجهة مؤجلة لوقت لاحق، وأن الأمر ليس كذلك بالمطلق. والحقيقة أن هذا الدافع ما ساعده على التغلب على مرض السرطان لأنه كان يعتقد بأنه يستحق الحياة مثل أي شخص آخر.

ويختتم: "الموت ليس أن نفقد الحياة بل أن نفقد الأمل. هذا الرقم القياسي هو بداية المشوار فقط وسيكون لي مواعيد كثيرة مع غينيس للأرقام القياسية منصتي لإيصال صوتي للعالم".