صورتين لطيور فصيلة بقويقة سلطانية مخططة الذيل

هل تتساءلون عن المكان التي تحاول الطيور الذهاب إليه عندما تشاهدونها تحلق في السماء؟

نادراً ما تعيش الطيور في بقعة واحدة خلال حياتها فهي تسافر سعياً للعثور على مصدر غذاء والهروب من تغيرات الطقس القاسية.

تتراوح هجرات الطيور بطول مسافتها بين القصيرة والطويلة، ويجب عليها اتباع المسار بدقة كي لا تجد نفسها ضائعة في بقعة نائية.

تمكن طائر من فصيلة "بقويقة سلطانية مخططة الذيل" (والمعروف برقم 234684) من تحقيق واقعة تاريخية بالتحليق لمسافة 13،560 كيلومتر من ولاية ألاسكا الأمريكية وإلى ولاية تسمانيا الأسترالية في جولة واحدة بدون أي توقف للطعام أو أخذ الراحة، محققاً بذلك الرقم القياسي لأطول رحلة هجرة لطائر دون توقف.

طائر من فصيلة بقويقة سلطانية مخططة الذيل وهو يحلق في السماء

تعادل الرحلة ثلث محيط الأرض، أو رحلتين ونصف بين لندن ونيويورك.

وبحسب ما أفادت به بيانات علامات القمر الصناعي 5G من جهاز التتبع الذي وضع على ظهر الطائر فإن الرحلة القياسية استغرقت 11 يوم وساعة واحدة دون ان يهبط على الأرض على الإطلاق.

ونشير إلى أن طيور فصيلة "بقويقة سلطانية مخططة الذيل" معروفة بسفرها لمسافات مبهرة وتحظى بالعديد من الأرقام القياسية في السفر لمسافات كبيرة.

وليست هي الطيور الوحيدة التي تحلق مسافات خيالية حول كوكبنا الأزرق، مثل طيور فصيلة خرشنة القطبية.

تسكن هذه الطيور في القطب الشمالي، وتحلق منه وتعود إليه مراراً وتكراراً وتقطع مسافات 80،000 كيلومتر، مما يجعل الفصيلة تحظى بالرقم القياسي لأطول رحلات هجرة من قبل فصيلة طيور.

طائر من فصيلة بقويقة سلطانية مخططة الذيل وهو يحلق فوق المحيط

ونشير إلى أنها على غرار الرقم القياسي الذي تقوم الطيور فيه بالنزول إلى الأرض والتوقف خلال رحلاتها.

تسافر جميع الطيور بحثاً عن الدفء والطعام ومقومات حياة أفضل من حيث البيئة من حولها.

وتتغير أجسادها وشهيتها للطعام وتهيئها لمثل هذه الرحلات طويلة الأمد، فعلا سبيل المثال، عن طريق تقليص حجم أعضائها الداخلية. وكما تستطيع زيادة وزنها بسرعة فائقة وحرق احتياطيات الدهون.

كما تحدث تغيرات داخلية في جسدها تجعلها قادرة على تجنب النوم لفترات طويلة جداً.

تقوم طيور فصيلة "بقويقة سلطانية مخططة الذيل" بامتصاص 25 بالمئة من المساحة الخالية في جسمها والتي تقع مثلاً في الجهاز الهضمي والكبد والكلى. وتعرف مثل هذه القدرة البيولوجية بـ"أكل الذات"، وهي آلية تسمح للجسم بإعادة تدوير أعضائها عند الحاجة لتخزين أو جلب الطاقة.

كما يمكنها تكبير عضلاتها أثناء الطيران سواءً كانت الداخلية مثل عضلة القلب، أو الخارجية مثل عضلات الصدر. وتفيد هذه العملية بتقديم الطاقة والأكسجين لمساحات أكبر.

ويقول إيريك ويلر، خبير الحياة البرية من تسمانيا: "لقد فقد الطائر القياسي نصف أو أكثر من وزنه خلال الرحلة المتواصلة".

ويأمل خبراء عالم الطيور أن يقوم الرقم القياسي بجلب الوعي حول رحلة هجرة الطيور وأهميتها لهم والصعوبات التي تواجهها. والدور الذي يمكننا تأديته في الحفاظ على البيئة.