صور لسعيد هويدي بجانب أثناء العمل على أكبر عمل فني بالخيط والمسمار باستخدام خيوط متعددة

خلف العثمانيون وراءهم الكثير من ألوان الفنون، حيث أبهر فن الفيلوغرافيا العالم كونه لا يُعنى فقط بالرسامين القادرين على استخدام الفرشاة والألوان وإنما انعكاسات الظل والضوء بين طبقات الخيوط التي تحدّها المسامير.

حيث انتقل هذا الفن العثماني من الأيدي الخشنة، الذي كان المساجين يمارسونه لتهوين فترة عقوبتهم باستخدام أدوات بخسة الثمن هي الخيوط والمسامير، إلى ساحات المعارض الفنية العالمية.

وبعد إنجازه الأول لأكبر عمل فني بالخيط والمسمار في العالم مستخدماً خيطاً واحداً متصلاً، عاد الفنان العراقي سعيد هويدي بإنجاز أكثر ابهاراً محطماً رقماً مشابهاً لأكبر عمل فني بالخيط والمسمار باستخدام خيوط متعددة، بأبعاد بلغت مساحتها 7.3 متر مربع. حيث أرّخ صورة لأعلام الدول المشاركة ضمن إطار شكل صورة لكأس العالم فيفا قطر 2022.

وأعاد هويدي صياغة جملته الشهيرة "أن تصنع كل شيء من لا شيء!" في عمل فني تطلب 95 ساعة من العمل على مدار 15 يوماً، مستخدماً 22 ألف مسمار و10306 متر من الخيوط أي ما يعادل 12 مرة من ارتفاع برج خليفة الشهير في دبي.

@gwrarabic

أكبر عمل فني بالخيط والمسمار باستخدام خيوط متعددة🧵 7.3 متر مربع من قبل سعيد هويدي (العراق)

♬ original sound - Guinness World Records Arabic

وعلى الرغم من أن سعيد غير قادر على الرسم بالفرشاة والأقلام إلا أنه أبدع في هذا الفن الهندسي الذي يعتمد على انعكاس الضوء بين فراغات الخيوط وعلى الطبقات المتعددة منها والتي تشكل ظلالاً غامقة اللون تحفّها المسامير من أطرافها. ويقول: "لا أمتلك موهبة الرسم التقليدي، وإنما أدرس العمل هندسياً حيث أعتمد على ربط الخيوط في اتجاهات متعددة تمنع انعكاس الضوء على الخلفية الخشبية وتسمح بدخوله في أماكن أخرى ما يمنح الرسم تضاريسه وأبعاده الثلاثية".

بدأ هويدي العمل منذ بضع سنوات بعد زيارة إلى العاصمة اللبنانية بيروت حيث حصل على درع تذكاري في إحدى مشاركاته في دورة للتنمية البشرية. وظلّ يتأمل في هذا العمل المصمم بالخيوط والمسامير لأسابيع ثم استطاع فهمه جزئياً، إلا أن محاولاته الكثيرة على مدار ثلاثة أشهر باءت بالفشل. ما لبث أن تمكن أخيراً من كتابة بعض الأحرف شكلها في كلمات، ثم انتقل إلى مرحلة معقدة في رسم الوجوه شابها الكثير من التدريب والفشل لصعوبة تحديد ملامح الوجه باستخدام هذه الأدوات.

صور لسعيد هويدي بجانب أثناء العمل على أكبر عمل فني بالخيط والمسمار باستخدام خيوط متعددة

اليوم، بات سعيد يمتلك داراً فنية لهذا العمل في العراق ويعمل معه العشرات في إعداد لوحات شكلت له مردوداً مادياً مناسباً للاستمرار. إلا أن طموحه لم يقف عند ذلك، حيث انتقل مؤخراً لتشكيل مواد أكثر صعوبة باستخدام الأسلاك يمررها عبر مجسمات بارزة تمنحها شكلاً معمارياً مجسماً له ارتفاع ويقوم على قوّة الشد بين هياكل خشبية.

ويقول: "كان عملي الأول تحدياً كبيراً بالنسبة لي، قمت من خلاله برسم المؤثرة العربية لجينة صلاح التي ترفع الوعي تجاه مرض البهاق. لم يكن ذلك العمل سهلاً على الإطلاق، فقد كان عليّ تصور الملامح بشكل لم أكن معتاداً عليه في السابق وإبراز اختلافات اللون في البشرة، إلا أن الرسالة من وراء العمل كان سامية وهي التعريف بجمال هؤلاء المرضى وإيصال صوتهم إلى العالم".

يذكر أن هويدي لا زال يحمل الرقم القياسي لرسم لجينة صلاح، ونافس مرتين على الرقم المخصص باستخدام الخيوط المتعددة، حيث أنشأ أولاً رسماً للملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وأعاد كسر هذا الرقم مجدداً بعمل هو الأكبر من نوعه عالمياً توثيقاً للحدث العربي الرياضي الأبرز الذي أقيم في الآونة الأخيرة في قطر.

سعيد هويدي بجانب أكبر عمل فني بالخيط والمسمار باستخدام خيوط متعددة

ويقول هويدي: "غينيس للأرقام القياسية منحتني الوصول العالمي. لقد وصلت أعمالي إلى أقاصي الأرض واحتضنني تاريخ الفن من أوسع أبوابه. لقد أثمرت سنواتي الأخيرة إنجازات قياسية صعبة المنال وأشعر بالإمتنان الشديد لذلك".

يشار إلى أن الفن الفيلوغرافي ذاع صيته مؤخراً في العالم العربي حيث نجح العديد من الفنانين العرب إبراز تشكيلات عبر الخيوط والمسامير التي تخرج انسيابية أحياناً وتلتف على بعضها ضمن شكل له حيويته ودلالته الشرقية والإسلامية بنوع خاص.