صورتين من الجانب لأكبر باخرة خشبية عربية

أن تصنع قارباً خشبياً متوسط الحجم في منطقة لا تحتضن الكثير من الغابات هو تحدٍ بلا شك، إلا أن شكل هذا التحدي سيكون مختلف تماماً إن كان الهدف هو صناعة أكبر باخرة خشبية عربية في العالم!

حملت الباخرة العملاقة التي أنشأتها شركة ماجد عبيد بن ماجد الفلاسي وأولاده اسم "عبيد"، نسبة إلى الوالد عبيد جمعة بن ماجد الفلاسي، وهو بحّار وصانع بواخر إماراتي شرع العمل في هذه المهنة في عمر التاسعة في منتصف أربعينيات القرن الماضي.

و بعد عقود من ذروة تجارة القوارب التجارية في خور دبي، لا تزال الساحة التي تديرها العائلة تنتج سفناً تقليدية مصنوعة يدوياً - والأهم من ذلك أنها حصلت للتو على لقب أكبر باخرة خشبية عربية في العالم.

يبلغ أبعاد هذا الصرح المتحرك العملاق 91.47 متر طولاً و 20.41 عرضاً. ولتقريب حجم هذه الباخرة إلى أذهانكم، فإن طولها يعادل طول ملعب كرة قدم أمريكية تماماً بينما عرضها يعادل نصف طول ملعب من النوع نفسه، إلا أن هذه المساحة العملاقة تطفو حالياً في مياه المحيط الهندي!

وبتقريب فرضي آخر، فإن موازنة هذه الباخرة طولياً على قوس مقدمتها سيجعلها تنتصب بطول يعادل طول ساعة "بيغ بين" الشهيرة في لندن!

View this post on Instagram

A post shared by Guinness World Records Arabia (@gwrarabia) on

تطلب العمل على هذه الباخرة سنوات طويلة، ولم يكن في بداية الأمر مبنياً على رؤية هندسية واضحة أو مخططات مسبقة، إلا أن هذه الرؤية تطورت مع السنين. حيث يصف الحرفيون العاملون على هذه الباخرة بأنهم يمتلكون الخبرة في "فن صناعة البواخر".

ويقول السيد ماجد عبيد الفلاسي، الذي يبلغ من العمر حالياً 52 عاماً، بأن نيته لم تكن تحقيق الإنجاز للحصول على اللقب العالمي وحسب، وإنما إكراماً لوالده المتوفى عبيد جمعة بن ماجد الفلاسي.

ويضيف: "نحن الإماراتيين، آباؤنا كانوا غواصين، وأسلافنا عملوا في البحر معظم حياتهم. فوالدي شخصياً عمل في مهنة صناعة البواخر طول عمره. هذه الباخرة هي تقديري له ولدولتي الإمارات التي تطمح دائماً لأن تكون في الصدارة وفي مقدمة دول العالم في مختلف المجالات".

ويقول: "حاولنا الحصول على أطول قطع ممكنة من الخشب لبناء هذه الباخرة. نحن نحترف هذه المهنة وندرك أنه بإمكاننا بناء البواخر باستخدام مواد أخرى، إلا أن حرصنا للحفاظ على هويّة الباخرة العربية دفعنا لاستخدام الخشب. إن هذا الإنجاز ما هو إلا استمرارية حتمية لصناعة البواخر حول العالم".

 أكبر باخرة خشبية عربية في المحيط

يذكر أن صناعة البواخر تكيفت بإضافة الحديد إلى الهيكل الخشبي، حيث لا تقتصر الفائدة من هذه الباخرة العملاقة على الإنجاز بعينه وإنما قدرتها على رفع حمولة بنحو أربعة أضعاف من وإلى موانئ دبي.

ويقول ماجد: "ما يسعدني هو رؤية شغف ولدي تجاه هذه الحرفة، فهو يرى ما أقوم به وعرف ما كان جدّه يقوم به. والأهم، هو رغبته في تمرير هذه المهنة الأصيلة إلى الأجيال التالية".

يبلغ ارتفاع الباخرة 11.22 متر، بينما يبلغ وزنها نحو 2500 طن، موزعة بين نحو 1700 طن من الخشب ونحو 800 طن من الحديد. وقد تمت صناعتها باستخدام مواد محلية ومستوردة، وهي قادرة على شحن حمولة تصل إلى 6000 طن. حيث تم استيراد الخشب من افريقيا، ومعظمه من خشب الغابات.

صورة من عدسة واسعة لأكبر باخرة خشبية عربية

وخلافاً إلى تكاليف سنوات من العمل على هذه الباخرة وأجور عشرات الحرفيين المختصين، فإن تكلفة هذه الباخرة يأتي من تكاليف استيراد الخشب وعشرات الآلاف من الصواميل والمسامير والبراغي والمسامير المستخدمة في عملية البناء.

يشغل الباخرة محركين، تبلغ قدرة كل منهما 1850 حصان بخاري، وسيتم استخدامها لعمليات الشحن بين الإمارات واليمن والصومال والسودان ومصر وكينيا وباكستان والهند وربما العراق. ويختتم ماجد: "ستكون سرعة 14 عقدة كافية لأن تأتي هذه الباخرة بالعائد الاستثماري المرجو منها. من يعلم، قد ترونها ترسو في موانئ عديدة في مختلف أصقاع العالم".

تعرفوا على المزيد عن خدمات كسر الأرقام القياسية والحلول الإبداعية لتسويق العلامات التجارية. أو تواصلوا معنا.